الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية فاطمة بن علي لسود (25 ديسمبر 1929-6 ديسمبر 2014): أوّل طالبة زيـتـونـيـة تـونـسيـة

نشر في  27 ماي 2016  (14:06)

 بمبادرة من مؤسسة تونس للنساء والذاكرة، قدمت أستاذة الحديث والسيرة بالمعهد العالي لأصول الدين سامية بن سعيد محاضرة يوم السبت 21 ماي تحت عنوان «فاطمة بن علي لسود: أول طالبة زيتونية» وذلك بمقر الأرشيف الوطني.

وتولت الأستاذة إقبال الغربي تقديم الموضوع قائلة: "نتطرق اليوم الى نساء الزيتونة، إذ يجب التذكير أنّ صمت التاريخ الرسمي على ماضي النساء في الإسلام كان له أكثر من وقع. غالبا ما درّس المؤرخون تاريخا ذكوريا قدّم نفسه كتاريخ الانسانية متناسيا تاريخ النساء اللواتي تمّ استبعادهنّ من المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية بينما تميزت النساء في تاريخ الاسلام بدورهنّ الديني والسياسي والاجتماعي والعلمي انطلاقا من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد التي فرضت على الرسول عدم التزوج بغيرها طيلة 25 سنة، وأم سلمى التي كانت المستشارة السياسية للرسول صلى الله وعليه وسلم، وعائشة أم المؤمنين التي خططت وقادت معركة الجمل، وسكينة بنت الحسين حفيدة الرسول التي بعثت أول صالونات الأدب في الحجاز. وقد عوملت النساء العالمات في الإسلام بكثير من الاحترام ونتحدث اليوم عن قرابة 8 الاف امرأة عالمة في الاسلام".

ثم أخذت الأستاذة سامية بن سعيد الكلمة لتقدم محاضرتها التي بينت فيها الدور التعليمي والسياسي والثقافي الذي لعبته المناضلة فاطمة بن علي لسود (25 ديسمبر 1929- 6 ديسمبر 2014)، وهي كما أسلفنا الذكر أوّل طالبة زيتونية، وهي كذلك من مؤسسي الحركة الطلابية التونسية، وأول امرأة تونسية تبعث مجلة ثقافية، كما كانت أول امرأة تتولى الكتابة العامة لشعبة دستورية وكانت أيضا من الناشطات صلب الاتحاد النسائي الإسلامي الذي ترأسه المناضلة بشيرة بن مراد.

وفي هذا السياق، بيّنت الأستاذة سامية بن سعيد أنّ التعليم الزيتوني كان حكرا على الذكور إلى أن بادرت فاطمة بن علي بطلب فتح التعليم الزيتوني للفتيات، وهو ما وافق عليه رئيس مشيخة الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور شرط أن تجلب معها مجموعة من الطالبات الفتيات لتكون بذلك فاطمة بن علي أول طالبة مسجلة في العالمي العربي والاسلامي بجامعة الزيتونة.

 وأشارت سامية بن سعيد إلى أنّ التعليم النسائي الزيتوني سبق نظيره بالأزهر الشريف في مصر بـ10 سنوات. وتحصلت فاطمة بن علي لسود سنة 1957 على شهادة الأهلية وهو ما فتح لها باب التكريم وكان ذلك خلال شهر جوان 1957 من قبل الحبيب بورقيبة والأديب طه حسين وعميد الزيتونة الطاهر بن عاشور.

ثمّ واصلت فاطمة لسود دراستها لتتحصل في جوان 1960 على شهادة العالمية في علوم اللغة وأنجزت بحثا تحت عنوان «عائشة رضي الله عنها من خلال مسلم».

وفضلا عن نضالها من أجل التحصيل العلمي والمعرفي والذي فتح لها باب تدريس مادة التربية الاسلامية في المعاهد التونسية، كان لفاطمة بن علي دور في معركة التحرير من خلال نشاطها صلب الاتحاد النسائي الاسلامي، وكان لقاؤها خلال شهر مارس مع بشيرة بن مراد بدار المعموري بنابل أشدّ الأثر عليها وانخرطت فاطمة بن علي في نشاط الاتحاد بما في ذلك جمع الأموال لفائدة الطلبة التونسيين والأفارقة بفرنسا وغيرها من الأعمال الخيرية التي تمول النشاط السياسي الذي رمى الى تحرير البلاد.

ومن التواريخ الهامة التي ستظل محفورة في الذاكرة الجماعية مشاركة فاطمة لسود سنة 1952 في اعتصام الجوع الذي دخلت فيه مجموعة من النساء بجامع الزيتونة في إطار الحركة الوطنية.

أمّا على مستوى النشاط الثقافي والاجتماعي، فقد أسست فاطمة بن علي لسود سنة 1954 نادي الفتاة التونسية  وبعثت في مارس 1955 مجلة الإلهام الثقافية التي صدرت في عددين.

وأكدت الأستاذة سامية بن سعيد على ضرورة اعطاء هذه المرأة حقها بالنظر لنضالها المتعدد الأوجه فضلا عن ريادتها التي فتحت بها أبواب التعليم الزيتوني للنساء. وأضافت المحاضرة أن تاريخ 6 فيفري 1959 كان يوما حزينا لكل الزيتونيين بعدما تمّ إنهاء رسالة جامعة الزيتونة الحضارية بعد 13 قرنا من الإشعاع.

شيراز بن مراد